أثنى السيد حمادي الجبالي في افتتاح أشغال الملتقى عن الحضور الهام لرجال الأعمال الفرنسيين، والذي يدل على اهتمامهم ببلادنا وثقتهم المتجددة بها، وحرصهم على تطوير سبل التعاون معها في مختلف المجالات، معبرا عن ثقته في أن يحقق هذا اللقاء نتائج إيجابية تدعم الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين، خاصة وان الاستثمار الفرنسي ساهم في دفع الاندماج الاقتصادي بين البلدين وتطوير المبادلات التجارية واسهم في تحسين وتطوير تنافسية مؤسساتنا على المستوى العالمي.
وأكد السيد حمادي الجبالي أن بلادنا حريصة بعد الثورة على إرساء قواعد الحوكمة الرشيدة ومقاومة الفساد وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وأضاف رئيس الحكومة أن تونس تعتزم وضع إصلاحات حقيقية تشمل عديد المجالات القانونية والإدارية والمالية واللوجستية وغيرها بهدف تحسين القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني، مضيفا أن الحكومة تعكف حاليا على استكمال مجلة الاستثمارات في صيغتها الجديدة إلى جانب وضع إطار تشريعي ينظم الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص وإقرار إصلاحات في قطاعات النقل والتكوين المهني والمالي وكذلك على مستوى الجهاز البنكي،إضافة إلى إحداث هيئة وطنية للاستثمار تضم ممثلين عن مختلف الوزارات المعنية بالاستثمار والصناعة والتجارة ستعمل على تبسيط الإجراءات الإدارية وتركيزها في نفس الموقع.
وتمحورت إجابات السيد حمادي الجبالي ردا على أسئلة رجال الأعمال الفرنسيين المشاركين في الملتقى حول المسار التأسيسي في بلادنا، وموعد الانتخابات، وآفاق الانتقال الديمقراطي في بلادنا، والشراكة الإستراتيجية بين القطاع العام والخاص في بلادنا، والإصلاحات التي ستركز عليها الحكومة بدءا بمجلة الاستثمار إلى المنظومة المالية والمصرفية والبيروقراطية الإدارية،ودفع الاستثمار في المناطق الداخلية، وإصلاح المنظومة الأمنية.
السيدة وداد بوشماوي رئيسة الاتحاد أشادت في كلمتها الافتتاحية برجال الأعمال المنتصبين في بلادنا، وبدور الاستثمارات الفرنسية وتضامن أصحابها مع بلادنا في الفترة الانتقالية التي أعقبت ثورة 14 جانفي، مؤكدة على الشراكة التاريخية التي تربط منظمتي الأعراف التونسية والفرنسية، ودعم هذه الأخيرة لبلادنا ولصورتها الجديدة بعد الثورة.
وأشارت رئيسة الاتحاد إلى صعوبة المرحلة الانتقالية وأثرها على المؤسسات التونسية بعد تغير المشهد السياسي والاقتصادي في بلادنا، والتي كان لزاما عليها ورغم صعوبة المهمة ضمان الإمدادات للسوق المحلية، والتعامل مع الضغوط الاجتماعية، والوفاء بالالتزامات مع الشركاء الأجانب.
وذكرت السيدة وداد بوشماوي إلى أن منظمة الأعراف ستقدم للحكومة قريبا وثيقة حول الرؤية الاقتصادية والاجتماعية للاتحاد في أفق 2020 ، والتي تتضمن حوالي 90 مقترحا ترتكز على توجهات إستراتيجية، تتعلق أساسا بتثمين العمل وتعبئة طاقات البلاد من اجل تحقيق النمو وإعادة تصور نموذج اقتصادي واجتماعي جديد من اجل تحقيق الاندماج الاجتماعي والتنمية الجهوية.
كما عبّر السيدان جون بيرال رئيس منظمة الأعراف الفرنسية، والسيد فياني دي شالي رئيس غرفة التجارة العالمية، عن تفاؤلهما بخصوص تطور مناخ الأعمال في بلادنا، داعيين الحكومة إلى العمل على تحفيز الاستثمارات في بلادنا وإزالة العراقيل التي تواجه المستثمرين.
مناخ الأعمال في تونس
وأدار السيد راضي المدب رئيس مدير عام COMETE Engineering ورئيس جمعية «عمل وتنمية متضامنة» المحور المخصص لمناخ الأعمال في تونس والذي حضره وزير الاستثمار والتعاون الدولي السيد رياض بالطيب الذي أجاب على أسئلة أصحاب المؤسسات والتي تمحورت بالخصوص حول البيروقراطية، والتكوين، والخدمات اللوجيستية، والموارد المالية، والمصرفية الإسلامية، وإصلاحات النظام المصرفي، واتفاقات التعاون التجاري، والتعاون بين بلدان العالم الثالث...
وقدمت السيدة زهرة إدريس والسيد اريك خياط رئيسا مجلس أصحاب المؤسسات تونس - فرنسا خلاصة عن الفترة الصباحية الأولى لأشغال الملتقى.
ورشات عمل قطاعية
كما انتظمت على هامش الملتقى التونسي الفرنسي 6 ورشات قطاعية، حضرها عدد من الوزراء تناولت الورشة الأولى المشاريع الكبرى للدولة والشراكة بين القطاعين العام والخاص بحضور وزير التنمية الجهوية والتخطيط السيد جمال الدين الغربي،الورشة الثانية: تكنولوجيات المعلومات والاتصال بحضور السيد المنجي المرزوق وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصال، الورشة الثالثة: الفلاحة والصناعات الغذائية بحضور السيد الحبيب الجملي كاتب دولة لدى وزير الفلاحة، الورشة الرابعة: الصناعات الميكانيكية والكهرباء والإلكترونيك بحضور وزير الصناعة والتكنولوجيا السيد محمد الأمين الشخاري،الورشة الخامسة: السياحة والخدمات بحضور وزير السياحة السيد الياس الفخفاخ،الورشة السادسة: التكوين والموارد البشرية بحضور وزير التشغيل والتكوين المهني السيد عبد الوهاب المعطر.
وعقدت في اختتام أشغال الملتقى ندوة صحفية لاحظت خلالها السيدة وداد بوشماوي رئيسة الاتحاد أن حصيلة يومين من العمل واللقاءات الثنائية وورش العمل القطاعية أفضت إلى وضع برنامج عمل ثري بين الاتحاد ومنظمة أصحاب الأعمال الفرنسية « ميديف» مما يثري تعاونها في المستقبل. وأعربت السيدة زهرة إدريس عضو المكتب التنفيذي للاتحاد ورئيسة الجانب التونسي في اللجنة التونسية الفرنسية بين المنظمتين عن سعادتها لما آلت إليه أعمال هذا الملتقى الذي تم الإعداد له طوال شهور من نجاح باهر منوهة بجهود رجال الأعمال والمهنيين خلال النقاش في ورش العمل.
ونوه جون بروال بدوره بالدعم الحكومي لهذه التظاهرة الهامة الى جانب السفارة الفرنسية بتونس معربا عن الأمل في أن تتكثف زيارات وفود الأعمال. كما أبدى أريك حياة نائب رئيس مجلس المؤسسات الفرنسية التونسية ارتياحه للانتقال الديمقراطي في تونس ووضوح الروزنامة الانتخابية مما سيدعم الاستثمارات الفرنسية في تونس.
الاتحاد الجهوي للصناعة و التجارة و الصناعات التقليدية بمدنين 
